رسائل عطرها رماد

[center]رَسَائِلٌ .. عِطْرَهَا رَمَادَ ...


كثيرة هِي الْأَوْقَات الَّتِي أَتَعَطِّش فِيْهَا لَصَوت

يدَمْدِم جُرْح بِدَاخِلِي يَنْزِف وَلَكِن لَا أَحَد سِوَاك يَا وُرْق




يُعْطِيَنِي حُرِّيَّة وَشْم جَسَدِه بـِ نَدَبَات يَرْشُقُهَا الْوَقْت


و يَرْحَل .


لَا أَعْلَم مَا هِي عُقْدَة الْوَقْت مَعِي ؟

!
حِيْن أَنْتَظِر الْأَشْيَاء لَا تَأْتِي فِي وَقْتِهَا وَحِيْن أَمْقُتُهَا
تَأْتِي فِي وَقْتِهَا ,كَأَن الْوَقْت يُحَرِّضَهُا عَلَى عِصْيَانِي ,
لَا أَعْلَم قَد أَكُوْن أَنَا لَعْنَة عَلَى الْوَقْت , كَمَا تَقُوْل أُمِّي :
"أَنْت لَا تَأْتِي إِلَّا فِي الْوَقْت الْضَّائِع" ,
بِالْمُنَاسَبَة : مِن الْضَّائِع أَنَا أَم الْوَقْت ؟!










بِائِع الْوَرْد لَم يَعُد مَوْجُودَا فِي زَمَانِنَا هَذَا ,
فَفِي زَمَانِي كَثُرُوْا بَاعَة الْشَّوْك فَهُم يَغْرُسُونَهَا فِي
أَقْدَام الْمَارَّة بِمَحْض غَفْلَة فَانْتَعَلُوا الْطُّرُقَات
حَتَّى لَا تَشُج أَقْدَامَكُم .


أَخْبرونِي سَالِفا : أَنَّهَم يخَافون (وَأْد الْبَنَات)
و أَن مُجَرَّد الْحَدِيْث عَن هَذِه الْمُعْضِلَة يَجْعَل
نَبَضَاتِهَم يَرْكُضْن
دُوْن هَوَادَة بِعَكْس اتِّجَاه الرِّيَح .
و كُنْت أَخْبَرَهَم أَنِّي أَنَا الْأُخَرى أَخْشَى
(وَأْد الْأُمْنِيَات)
و أَن الْأُمْنِيَات هُن بَنَاتِي الَّلاتِي لَم أمْنَحِنْهُن اسْمِي .
فَكَانَ يَرِبَت عَلَى كَتِفِي و يمَضْي
بِنِصْف ابْتِسَامَة خَاوِيَ المَلَامِح









كَان يعْشَق الْبَلَل و يثِب طَوَيْلَا تَحت الْمَطَر
ثُم يرْكُض وَيقِف أَمَامِي فَجْأَة و يحِضْنُنِي دُوْن أَن ينْبِس بِكَلِمَة .
كَانَ رجلا غَرِيْبَ الْأَطْوَار ,
أَرْغَمَنِي عَلَى عَادَة الْتَّجَسُّس الْبَغِيض
أُرَاقِب تَحَرُّكَاتِه أَثْنَاء نَوْمِهَ كَانَ
كَثِيْرَ الْتَّقَلُّب أَثْنَاء الْنَّوْم
و كَأَنَّهَ يُصَارِع الْمَوْت وَلَكِن (سَر الْبَلَل)
بَات يُعَشِّش فِي ذَاكِرَتِي
و ظَل يُشَلَّنِي عَن الْمُضِي فِي نِسْيَانَه ,
حَتَّى وَجَدْتُهَ يكْتَب سَرَّا :
"أَعْشَق الْبَلَل لِأَنَّه لَا يَجْعَلَنِي أَحتَاج
الْدُّمُوْع فَإِنِّي أَخْشَى الْجَفَاف "
أَكَانَ يبْكِي بِعَيْن الْسَّمَاء ؟!








اللَّحَظَات الْثَّمِيْنَة نُخَبِّئُهَا فِي ذَاكِرَتِنَا
خَشْيَة أَن يَبِيْعَهَا الْنِّسْيَان بـ أُبْخِس الْأَثْمَان ,
فَالَحُزْن يَا صَدِيْقِي كَافِر يَزْرَع الْجُوْع بِذَاكِرَتِي
حَتَّى أَجْتَر كُل قَطْعَة وَجَع و أَتقَيِّئِهَا .









الثِّقَة كَنْز ثَمِيْن بِالْنِّسْبَة لِي دَفَنْتُه فِي بَعْضِهِم
وَلَكِنَّهُم اخْتَلَسُوه و هَرَبُوْا ـ غَيْر مَأْسُوف عَلَيْهِم ـ
أَصْبَحَت فَقِيْرة جِدَّا فِي تَعَامُلِي مَع الْآَخِرِين ,
أُعِامِلَهُم بِحَذَر فَلَا شَيْء لَدَي لَأَمْنَحَهُم إِيَّاه فَمَا عُدْت
أَمْلِك وَجْها يَحْتَمِل صَفَعَات الْخَيْبَة .فَلَم أُبَرِّئ بَعْد
مِن تِلْك الْثَغَرَات الَّتِي أَحْدَثَتْهَا أَصَابِعَهُم الْكَثِيرَة فِي وَجْهِي.








قَال لِي أَحَدُهُم
"إِن شِفَاء الْأَحلَام لَا يَكُوْن إِلَّا بِتَحَقُّقِهَا أَو مَوْتِهَا"
وَلَكِن أَحلَامِي الْصَّغِيْرَة لَا تَتَحَقَّق و لَا تَمُوْت !
حَاوَلْت شَنَقَها , دْهُسِهَا , قَتَلَهَا ,
وَلَكِنَّهَا كَانَت تَتَشَبَّث بِالْحَيَاة
تَسْتَقِي الْعِنَاد مِن شَخْصِيَّتَي و تَنْسُج
مِن الْنُّوْر شِفَاهِا لِتَتَنَفَّس بِه ...
.
صاحبة هذه الرسائل وحيدة تساهر النجوم... حزينة تناجي الغيوم

الى ان يتحقق طلبها المنشود(الموووووووووووووووووووووت)

كلمات رائعة بنت الجبل
شكراً لك

إن لم نستطع ان نعيش السعادة فعلاً فهل أجمل من الحلم لنعيشها.
فالحلم طاقة الأمل في الحياة.
فعسى أن تكون أحلام السعادة والحب حقيقة للجميع.